شهدت ماليزيا في نهاية عام 2024 طفرة لافتة في قطاع السياحة المحلية، حيث أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن دائرة الإحصاءات الماليزية أن المواطنين والمقيمين قاموا بأكثر من 66.8 مليون رحلة داخلية خلال الربع الرابع وحده، وهو رقم يعكس إقبالًا واسعًا على التنقل الداخلي والاستمتاع بالمقاصد السياحية المحلية. وقد تجاوز حجم الإنفاق السياحي في هذه الفترة 29 مليار رينغيت ماليزي، ما يؤكد الدور المتنامي للسياحة الداخلية في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني.
وعند النظر إلى العام بأكمله، نجد أن مجموع الرحلات الداخلية وصل إلى 260.1 مليون رحلة، بزيادة ملحوظة بلغت 21.7% مقارنة بالعام السابق، فيما ارتفع الإنفاق الإجمالي إلى 107.2 مليار رينغيت ماليزي، أي بنسبة نمو بلغت 26.3%. هذه الأرقام لا تعكس فقط تعافي قطاع السياحة المحلي من تبعات جائحة كوفيد-19، بل تشير أيضًا إلى تجاوزه مستويات ما قبل الجائحة؛ حيث كان إجمالي الرحلات في عام 2019 عند حدود 239.1 مليون رحلة بإنفاق قُدّر بـ 103.2 مليار رينغيت.
ويرى خبراء الاقتصاد والسياحة أن هذا النمو يعكس ثقة متزايدة لدى المواطنين بوجهاتهم الداخلية وتطور الخدمات السياحية في مختلف الولايات مثل ملاكا وبينانغ وصباح. كما أن التوجه الحكومي لتعزيز البنية التحتية السياحية وتطوير برامج تسويقية تستهدف المسافرين المحليين ساعد في دفع هذه الأرقام للأعلى.
إلى جانب ذلك، لعبت الفعاليات الثقافية والمهرجانات المحلية دورًا في جذب الزوار، حيث سعت ولايات مثل كوالالمبور وجوهور إلى تنظيم مهرجانات المأكولات، والعروض الثقافية، والفعاليات الرياضية التي شجعت على السياحة القصيرة المدى.
ويؤكد مسؤولو وزارة السياحة أن النتائج تعكس نجاح خطط “السياحة للجميع”، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تركيزًا أكبر على السياحة البيئية وسياحة الأرياف لجذب فئات جديدة من المسافرين. ويُتوقع أن تساهم هذه الأرقام القوية في دعم الاقتصاد الوطني، خاصة مع اقتراب إطلاق حملة Visit Malaysia 2026، التي تهدف إلى جذب السياح المحليين والدوليين على حد سواء.