في خطوة استراتيجية لتعزيز موقعها كوجهة سياحية فريدة، وقّعت ولاية صباح الماليزية مذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات في تايوان لتطوير برامج مشتركة في مجالات السياحة المستدامة والسياحة الزراعية. هذه الشراكة تستهدف دمج المجتمعات المحلية بشكل أكبر في الأنشطة السياحية، بما يضمن أن تكون الفوائد الاقتصادية والاجتماعية ملموسة لدى سكان المناطق الريفية.
البرامج التجريبية ستُطلق في مناطق مثل كيولو وتينوم وتامبونان وكوتا بيلود، وهي مناطق غنية بالموارد الطبيعية والثقافية لكنها تحتاج إلى تطوير منظّم لاستقطاب السياح. الجامعات التايوانية ستساهم بخبراتها في مجال البحث والتطوير، إلى جانب إعداد برامج تدريبية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في قطاع السياحة.
الفكرة الأساسية هي تحويل القرى والمزارع إلى وجهات سياحية تتيح للزوار تجربة مباشرة للحياة الريفية، تذوق المنتجات الزراعية المحلية، والمشاركة في أنشطة بيئية وثقافية. هذا التوجه ينسجم مع الاتجاه العالمي نحو “السياحة التجريبية” التي يبحث فيها المسافرون عن تجربة أصيلة بعيدًا عن السياحة الجماعية التقليدية.
المسؤولون في صباح أكدوا أن هذا المشروع سيساعد أيضًا في الحفاظ على البيئة وتقليل الضغوط على الوجهات السياحية المكتظة مثل كوتا كينابالو، عبر توزيع الحركة السياحية بشكل متوازن. كما أن السياحة المستدامة تفتح آفاقًا جديدة للشباب في القرى من خلال توفير وظائف بديلة مرتبطة بالضيافة والإرشاد السياحي والخدمات البيئية.
تأتي هذه الخطوة ضمن استعدادات ماليزيا لحملة “زيارة ماليزيا 2026″، حيث تهدف الحكومة إلى إبراز التنوع الثقافي والبيئي للبلاد وجذب شرائح من السياح أكثر وعيًا بالاستدامة. ومن المتوقع أن تجعل هذه المبادرات من صباح نموذجًا وطنيًا في كيفية الدمج بين التعليم، المجتمع، والاقتصاد السياحي.