دليل ماليزيا MalaysiaArab.com
تأثر تاريخ ماليزيا بعوامل خارجية عدة، كان نتاج ذلك تكونها على ما هي عليه الآن. فلقد لعب مكانها الاستراتيجي دوراً هاماً في هذا التاريخ، وذلك أنها كانت ممر العديد من الرحلات البحرية -سواء كانت تجارية أو عسكرية- القادمة من الدول والمملكات والإمبراطوريات المجاورة.
لقد كانت جزيرة الملايو تقع في طريق كل من الرحلات التجارية القادمة من القارة الهندية المجاورة، وكذلك الرحلات التجارية العربية، بالإضافة إلى الرحلات الصينية واليابانية، وأيضاً الرحلات العسكرية القادمة من الدول الأوروبية.
قبل وصول الإسلام إلى جنوب شرق آسيا، كانت جزيرة الملايو –بالإضافة إلى غالب المنطقة- تمارس الديانتين الهندية والبوذية، القادمتين من القارة الهندية المجاورة، وذلك في الحقبة التاريخية ما بين القرن السابع وحتى القرن الرابع عشر الميلادي.
يذكر المؤرخون أن أول بدايات ظهور للرحلات التجارية الإسلامية القادمة من الدول العربية والإسلامية المجاورة كانت في بدايات القرن العاشر الميلادي، ولكن اعتناق الإسلام من قبل السكان، واتخاذه كدينٍ رسمي للبلاد كان في بدايات القرن الرابع عشر الميلادي، وذلك حيث تأثر الأمير (باراميسوارا) Parameswara ببعض التجار المسلمين القادمين على رأس بعثة تجارية قادمة من جدة، وهو الأمير المؤسس لأول دولة في جزيرة الملايو، وهي دولة ملاكا. وباعتناق هذا الأمير الدين الإسلامي تم تأسيس نظام السلاطين الحاكمين للبلاد، فقد تحول اسمه بعد إسلامه إلى (إسكندر شاه) ومن ثم تعاقب من بعده سبعة سلاطين على الحكم، وذلك قبل أن يأتي المستعمر البرتغالي ويتمكن من احتلال ملاكا في عام 1511م.
استمر الحكم البرتغالي لملاكا والساحل الماليزي حتى عام 1641م حين تمكن الأسطول الهولندي من تحقيق نصر مؤزر أنهى الوجود البرتغالي وأخضع الجزر الإندونيسية وجزيرة الملايو لحُكمه.
أدت هزيمة الهولنديين في عقر دارهم على يد بريطانيا و فرنسا إلى إضعاف نفوذهم الخارجي تدريجياً فسقطت ملاكا عام 1795م في يد البريطانيين الذين كانوا قد اشتروا جزيرتي بينانج وسنغافورة عام 1786م من سلاطين الولايات المجاورة مقابل عشرة آلاف جنيه استرليني لكل منهما. أثناء هذه الفترة احتفظت المناطق غير الساحلية بماليزيا بقدر كبير من الاستقلال حتى عام 1874م حين تمكن البريطانيون من تثبيت احتلالهم المباشر على معظم الأراضي الماليزية من خلال معاهدة (بانكور) مستغلين خلافاً على الحكم بين السلاطين المحليين وغيروا اسم البلاد إلى ملايا Malaya. بدأت الحركة الوطنية المالاوية بالتبلور في مطلع القرن العشرين مطالبةً بالاستقلال الذي لم تتمكن ماليزيا من تحقيقه حتى الحرب العالمية الثانية التي سقطت ماليزيا أثناءها تحت الاحتلال الياباني. تغيرت الظروف الدولية بعد الحرب فتراجع نفوذ الدول الاستعمارية وبرز الصراع بين القوتين العظميين السوفيتية والأمريكية وزاد خطر المد الشيوعي في آسيا، ثم فقدت بريطانيا أهم طرق مواصلاتها بعد أن قامت مصر بتأميم قناة السويس عام 1956م، كان هذا مترافقاً مع تنامي الحركة القومية المالاوية، مما أدّى إلى نيل البلاد استقلالها بعد مفاوضات سلمية بين ممثلي الحركة الوطنية الماليزية والحكومة البريطانية ليتم إعلان الاستقلال في 31-8-1957م. ثم انضمت للاتحاد بعد استقلاله بست سنوات (1963م) كل من صباح Sabah وسراواك Sarawak وسنغافورة، ليصبح اسم البلاد ماليزيا Malaysia, لكن الأخيرة عادت لتنسحب عام 1965م. منذ ذلك الحين تعاقب على ماليزيا أربعة رؤساء وزراء كان أولهم توانكو عبد الرحمن Tuanku Abdul Rahman (1957م-1970م) الذي أعلن استقلال ماليزيا وبدأ نهضة ماليزيا الحديثة وآخرهم هو عبد الله أحمد بدوي Abdullah Ahmad Badawe الذي تولى منصب رئاسة الوزراء عام 2003م، وحتى تاريخ كتابة هذه السطور.