دليل ماليزيا MalaysiaArab.com
ملقا
Malaka
تقع على السحل الغربي لشبه الجزيرة الماليزية، بين كل من ولاية جوهور وولاية نجري سمبلان، وعلى بعد 144 كم جنوب العاصمة كوالالمبور، وتعد الولاية التي بدأ معها تاريخ هذه البلاد. ملاكا مدينة ذات سحر خاص يميزها عن باقي مدن ماليزيا، تعبق فيها رائحة التاريخ، ويتجلى فيها الماضي بروائعه، ليحكي قصص الطموح والصراع والنصر والهزيمة.
منذ أن أسس الأمير باراميسوارا نواة دولته الصغيرة هناك، تحولت هذه المنطقة المجهولة على خريطة العالم إلى إحدى أعظم المدن التجارية في عصرها، إلى موقع استراتيجي للسيطرة على المضيق الحيوي الواقع بين شبه جزيرة الملايو وجزيرة سومطرة، والذي سُمي باسمها دلالة على أهميتها. توسعت دولة ملكا وسيطرت على الطرق التجارية بين الهند والصين، وبين الصين وبقية العالم فبدأت بين الدولتين مراسلات دبلوماسية أظهر فيها الأمير الشاب ذكاءً وحنكةً فاستحوذ على إعجاب الإمبراطور الصيني الذي أرسل إليه أبنته ليتزوجها فينعقد بين الدولتين تحالف وطيد.
توافدت الشعوب التي كانت تجوب البحار في حينها، من صينيين وعرب وهنود وبنغال إلى المنقطعة للتجارة، فأضفوا على المدينة صبغة عالمية، وأقامت مجموعات منهم في المدينة فتركوا بصماتهم في تركيبة المدينة وثقافتها. إلى جانب التجار، جذبت المدينة إليها الغزاة الطامحين في السيطرة، فبدأ البرتغاليون حملاتهم حتى سيطروا على المدينة وأنهوا سلطانها في عام 1511م ثم من بعدهم الهولنديون الذين سيطروا عليها عام 1641م ثم البريطانيون الذين حكموها ابتداء من عام 1795م حتى استقلال ماليزيا عام 1957م.
يتركب سكان ملاكا اليوم من مجموعات الملايو الذين تزاوجوا مع العرب، والصينيين والهنود الذين جاؤوا تجاراً إلى المدينة، وأحفاد البرتغاليين الذين جاؤوا غزاة إلى البلاد، إلى جانب عرقية البابا والنونيا Baba and Nonya وهم أحفاد الصينيين الذين استقروا في البلاد قبل ستمائة عام، فاكتسبت ثقافتهم طابعاً خاصاً يجمع بين الثقافتين الماليزية والصينية.